هل يشترط أن تكون الخطبة باللغة العربية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا شيخ انا فرقد من قبرص اليونانية السؤال هو انني اخطب في احد جوامع قبرص وعندما انتهي من الخطبة الاولى اكلف رجل فيقوم ويلقي الخطبة بلغة اخرى وبشكل مختصر حتى نوصل الموضوع الى الاعاجم ونذكرهم ونعظهم وبعد ذلك اكمل الخطبة الثانية ..علما بان هذا افضل وقت لالقاء الخطبة المترجمة فهل في ذلك اشكال شرعي او ان هذا يؤثر على الخطبة صحة وبطلانا...وجزاكم اللة خير
الحمد لله رب العالمين.
اختلف أهل العلم في اشتراط كون الخطبة باللغة العربية، فذهب الحنفية إلى أنه لا يشترط أن تكون بالعربية، بل بلغة المستمعين لقوله تعالى: ( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ) ولأن المقصود من الخطبة نفع المسلمين، وكون الخطبة بلغتهم أنفع لهم، ولأن اللغة ليست مقصودة لذاتها.
وذهب الشافعية والحنابلة إلى اشتراط كون الخطبة باللغة العربية، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب بالعربية، ويقول: صلوا كما رأيتموني أصلي.
والذي نراه في هذه المسألة، أنه إذا كان عامة المستمعين غير عرب، فلا بأس بالخطبة أن تكون بلغتهم، باستثناء القرآن، فيقرأ بالعربية، ويفسره الخطيب أثناء خطبته.
أما إذا كان في المستمعين عرب وغيرهم، فتلقى بالعربية، ثم تترجم، لكن الترجمة تكون بعد الصلاة والخطبتين، لأن الموالاة بين الخطبتين شرط، وكذلك إِتْباع الصلاة للخطبتين شرط عند جمهور الفقهاء، كما يخشى من الترجمة أثناء الصلاة أن يحصل بها انشغال.
ويمكن أن تكتب باللغة الأخرى، وتوزع على الموجودين.
وجوَّز بعض أهل العلم أن تكون الترجمة مباشرة أثناء الخطبة من خلال سماعات خاصة لغير العرب، ولا نراه مناسبا لما يسببه من انشغال أثناء الخطبة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: من مس الحصى فقد لغى، وحذر من مجرد لفظ أنصت أثناء الخطبة، مع أنه يحصل به فائدة للمسلم.
أما الفصل بين الخطبتين بترجمة فهذا منافٍ للموالاة المشروطة بين الخطبتين، كما أن الفصل بين الخطبتين وبين الصلاة بترجمة منافٍ للموالاة أيضا، فلا ينبغي، والله الموفق.
كتبه: د.محمد بن موسى الدالي
في 7/11/1430هـ