الحمد لله وكفى، وصلاة وسلاما على عبده ونبيه المصطفى، وعلى آله وصحبه المستكملين الشَّرَفَا، وبعد
فاليوم هو يوم النفر الأول، وهو الثاني عشر من ذي الحجة، وهو نهاية الحج لمن تعجَّل، فمن رمى اليوم بعد الزوال ثلاث الجمرات، فله أن ينفر، ويتعجل، ويخرج من منى ما أمكنه قبل غروب الشمس، فهذا هو ما يقتضيه قوله تعالى: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ۚفَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ..﴾ فجعل اليومَ، -وهو النهار- زمنَ التعجل، فوجب أن يكون قبل غروب الشمس، ولا حرج لو تأخر للزحام، ونحوه.
والواجب الرَّمي بعد الزوال في قول جماهير أهل العلم، ولا يأخذ بقول من ترخَّص في الرَّمْي قبل الزوال، من غير دليل صحيح!
ثم إن أراد أن ينفر نفر في الحال،
ومن تأخُّر لرمي الغد، فهو أفضل، وهو هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم يأتي مكة، فيطوف للإفاضة إن كان أخَّره، وحبذا لو جعله آخرَ نُسُكِهِ، حتى يستغني به عن الوداع، ثم يسعى إن لم يكن سعى سعيَ الحجِّ، ولا بأس لو تأخَّر للصَّلاة ونحوه، ثم بعد ذلك يخرج من مكة، ولا يطيل المكث فيها.
ولا حرج في شراء الشيء اليسير في طريقه، أو التأخر للزحام أو انتظار رفقته ونحوه.
تقبل الله تعالى منا ومنكم صالح الأعمال
د. محمد بن موسى الدالي
في 12/12/1446هـ