خزانة الفتاوى / عقيدة / معنى القِدَم في كلام المعتزلة

معنى القِدَم في كلام المعتزلة

تاريخ النشر : 13 جمادى آخر 1440 هـ - الموافق 19 فبراير 2019 م | المشاهدات : 5528
مشاركة هذه المادة ×
"معنى القِدَم في كلام المعتزلة "

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط
 ما معنى تعدد القدماء في قول المعتزلة: أن إثبات صفات الله يستلزم تعدد القدماء؟ جزاكم الله خيرا. 
  الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد. 
  فإن القِدَم عند المعتزلة هو أخص أوصاف الإله، والمقصود به ما لا أوَّلَ له، ولا بداية، وقد عبر الله عنه بقوله تعالى وصفا نفسه، فقال: (هُوَ الْأَوَّلُ) فسمى الله نفسه بالأول، ولم يسم نفسه بالقديم.
ثم القِدَم عندهم وصفٌ للذات، وعندهم قاعدة أن إثبات الصفات يلزم منه تعدد الذات، والذات قديمة، فتتعدد القدماء، وقد تقرر أن القِدَم وصف خاص بالله، فلا يجوز إذن إثبات الصفات، حتى لا تتعدد الذوات والقدماء!!
وبهذا فروا من إثبات صفات الله تعالى؛ لأنه يلزم منها تعدد الذات!! 
وهو كلام باطل ضال، ومعلوم متقرر أن الرجل يوصف بأنه طويل قوي أسمر متعلم ذكي، ولا يلزم من ذلك تعدد ذاته، وكذا كل موصوف تعددت صفاته، لا يلزم من تعدد الصفات تعدد الذات، كما أنه حتى على قاعدتهم: أن القِدَم أخص وصف لله، فكيف ولا صفة له، هل يمكن أن تكون ذاتا بلا صفات؟! قطعا لا؛ لأنه يكون عَدَمًا، فوجب أن تكون ذاتًا قديمة، موصوفة بصفات قديمة، ملازمة لها، فتكون الصفات أزلية أيضا.
فالله تعالى هو الأول، لا بداية له، متصف بصفات الكمال ابتداء، بلا عدم يسبقه، كما أنه تعالى باقٍ، بلا فناء يلحقه، وهذا ما يعبر عنه بالأبدي، فهو أزليُّ الوجود وأبديُّ الوجود، وقد وصف الله تعالى نفسه بقوله: ( هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ) وكذا صفاته تعالى تابعة لذاته، فهي أبدية وأزلية، وإن انقسمت إلى ذاتية وفعلية اختيارية، ولا يلزم من ذلك أن تتعدد الذوات، ولا يتعدد القدماء على حد تعبيرهم.
ثم اعلم أن الوصف اللائق بالله تعالى هو الذي وصف به نفسه، وهو الأول، وليس القديم، وفي الحديث: أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء.
وفقك الله وبارك فيك. 
كتبه: د.محمد بن موسى الدالي 
في 14/6/1440هـ
 

مواد جديدة

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف