خزانة الفتاوى / عقيدة / ما حكم ترشيح أحد للقراءة أو الذكر أو الاستغفار لعدد من الأيام

ما حكم ترشيح أحد للقراءة أو الذكر أو الاستغفار لعدد من الأيام

تاريخ النشر : 3 شعبان 1443 هـ - الموافق 07 مارس 2022 م | المشاهدات : 1334
مشاركة هذه المادة ×
"ما حكم ترشيح أحد للقراءة أو الذكر أو الاستغفار لعدد من الأيام "

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط
 ما حكم ترشيح أحد للقراءة أو الذكر أو الاستغفار لعدد من الأيام 
ترد إلينا رسائل على هذا النحو، فهل هذا مشروع؟
تم ترشيحى إنى أنزل لمدة 10 أيام آيات قرآنية .. ويومياً أرشح حد من أهلى أو أصحابى وهما كمان يرشحوا حد من أصحابهم لإستكمال التذكره بآيات الله .. بنية تفريج الهموم وقضاء الحوائج وصدقة جارية بإذن الله.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
كل هذا من البدع والمحدثات، فهي طريقة بدعية غير شرعية، لا يعلم نظيرها في الإسلام، وإنما المشروع دعوة الناس عموما إلى الاستغفار أو الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أو إلى تلاوة القرآن، ونشر ذلك، ونشر الآيات، وعمل برامج على الصفحات، كمراجعة عامة للجزء كذا، أو السورة كذا، فلا بأس في هذا، أو تذكير الناس بالجزء اليومي، بغير أن يختص هذا بفلان، باعتبار أن هذه الفترة تختص به، 
فالمشروع للعبد حتى ينال أجر التذكرة ونشر العلم أن يبين فضل الاستغفار أو فضل الذكر أو فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه أو فضل تلاوة القرآن، ويذكِّر الناسَ بذلك، دون تلك الآلية الغريبة!
ولا بأس فيما كان من باب التنظيم في قراءة القرآن خاصة، كأن يعقد جماعة من النساء أو الرجال وقتا لختم القرآن مثلا، بشكل جماعي، بحيث يتمون قراءة القرآن أو سماعه في مدة كذا، وقد جرى التنبيه على جواز ذلك في غير موضع، وأنه لا بدعة في ذلك.
أما الذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والاستغفار ونحوه، بأن يتولى شخص الاستغفار لمدة كذا يوم، ثم يرشح أحدا لتلك المهمة، ثم تتداول تلك المهمة بين الناس!! 
فلا يصح هذا؛ إذ الجميع مُطالَبٌ بالاستغفار يوميا، أو الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوميا، ولا يتأتى أن يرشح أحدا للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأسبوع، ثم هذا الشخص يرشح آخرَ غيرَه، وهكذا؛ إذ ليس في هذا العمل شيء يكتمل بتوزيعه على جماعة، كما هو الحال في القرآن.
ولذلك لا بأس به في السُّنة، بأن يقال: نقرأ صحيح البخاري، لمدة شهرين، يتولى كل شخص من مائة شخص عرض حديث يوميا. 
كما أنه لا بأس به في قراءة كتاب فقه، أو منظومة علمية، بحيث توزع على عدد المشاركين، ينشرونها بآلية معينة يوميا، ونحوه.
أما الذكر والاستغفار ونحوه، فالمشروع للجميع نشر ما يتعلق بفضل تلك الأعمال، وتجديدها بين الحين والآخر، وتنويع الأدلة الخاصة بها، ودعوة الناس جميعا لها، فتكون مهمة الجميع، وفي وقت واحد، دون أن يرشح أحدٌ الآخر.
وكل هذا من الصدقات الجارية، التي يكتب الله تعالى بها أجرا كبيرا لناشره.
أما ما ذكر من قولهم: "بنية تفريج الهموم، أو قضاء الحاجات"، فهذا هو أثر العمل، بمعنى أن العبد يستغفر أو يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا عمله هو كعبد، أما أثر ذلك من تفريج الكرب أو قضاء الحاجات، فهذا ليس للعبد أصلا، بل لله تعالى، فالعبد يعمل العمل مخلِصًا فيه لله تعالى، ثم أثر هذا العمل مردُّه إلى الله تعالى، لا يفتقر إلى نية العبد أصلا، فهو عَمَلُ اللهِ تعالى، يوقِعه الله تعالى وفق حكمته، سواء نواه العبد أم لا، فتكون نية العبد له نوعًا من العبث، بل إن أراد الله تعالى أوقعه، ولو لم ينوه البعد، وإن لم يرد الله تعالى لم يوقعه، ولو نواه العبد، فالأمر كله في موضوع الأثر، وهو كشف الكرب أو قضاء الحاجة، لله تعالى، لا أثر لنية العبد فيها.
والله تعالى أعلم
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 21/7/1443هـ
 

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف