المواد / فتاوى منوعة / قولُ الأذكارِ بعد الصَّلواتِ الفَوائِتِ

قولُ الأذكارِ بعد الصَّلواتِ الفَوائِتِ

تاريخ النشر : 12 رجب 1446 هـ - الموافق م | المشاهدات : 1071
مشاركة هذه المادة ×
"قولُ الأذكارِ بعد الصَّلواتِ الفَوائِتِ"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط

قولُ الأذكارِ بعد الصَّلواتِ الفَوائِتِ

الصلوات الفائتة إذا قضاها ، هل يقول أذكار كل صلاة بعدها أم لا ؟

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

فإن الأصل أن يواظب العبد على الأذكار بعد الصلوات، سواء كانت مؤدَّاة أم مقضية، لقوله تعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ } [النساء: 103].

ولفعل النبي صلى الله عليه وسلم الدائم، حضرا وسفرا، فقد أخرج مسلم عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مُعَقِّبَاتٌ لَا يَخِيبُ قَائِلُهُنَّ أَوْ فَاعِلُهُنَّ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ : ثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ تَسْبِيحَةً ، وَثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ تَحْمِيدَةً ، وَأَرْبَعٌ وَثَلَاثُونَ تَكْبِيرَةً ) .

وعن ثوبان رضي الله عنه  قال:  كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثا ، وقال: اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام.

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالدَّرَجَاتِ وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ . قَالَ : كَيْفَ ذَاكَ ؟ قَالُوا : صَلَّوْا كَمَا صَلَّيْنَا ، وَجَاهَدُوا كَمَا جَاهَدْنَا ، وَأَنْفَقُوا مِنْ فُضُولِ أَمْوَالِهِمْ ، وَلَيْسَتْ لَنَا أَمْوَالٌ ، قَالَ: أَفَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَمْرٍ تُدْرِكُونَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، وَتَسْبِقُونَ مَنْ جَاءَ بَعْدَكُمْ ، وَلَا يَأْتِي أَحَدٌ بِمِثْلِ مَا جِئْتُمْ بِهِ إِلَّا مَنْ جَاءَ بِمِثْلِهِ؟  تُسَبِّحُونَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ عَشْرًا ، وَتَحْمَدُونَ عَشْرًا ، وَتُكَبِّرُونَ عَشْرًا ) .أخرجه البخاري،  وفي رواية له: (تُسَبِّحُونَ وَتَحْمَدُونَ وَتُكَبِّرُونَ خَلْفَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ ).

وفي الصحيحين عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ إِذَا سَلَّمَ : (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ ، وَلَهُ الْحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ) .

كما أخرج أبو داود وصححه الألباني عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِهِ ، وَقَالَ : (يَا مُعَاذُ ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ ، فَقَالَ : أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ تَقُولُ : اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ) .. إلى غير ذلك من الأوراد الواردة دبر الصلوات.

والمراد بدبر الصلاة :  بعد التسليم  إن كان ذِكرا وتسبيحا، وقبل التسليم إن كان دعاء.

فهذا هو الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهي نصوص عامة، يستوي فيها ما إذا كانت الصلاة أداءً أو قضاءً، ويدخل فيه أيضا الصلوات المجموعات، فيأتي الشخص بالأوراد بعد أداء الصلاتين.

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : كيف تقال الأذكار في الصلاتين المجموعتين؟

فأجاب: الذي أفعله أنا أني أُسبح وأحمد وأكبر عشرا عشرا بعد الصلاتين، للأولى ثم للثانية، ولو بدأ بأذكار الثانية ثم قضى أذكار الأولى، فلا بأس.

والله الموفق

كتبه: د. محمد بن موسى الدالي

في 9/11:/1435هـ

 

مواد جديدة

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف