المواد / المقالات / الاحتفال بليلة النصف من شعبان، وما ورد فيها

الاحتفال بليلة النصف من شعبان، وما ورد فيها

تاريخ النشر : 17 شعبان 1440 هـ - الموافق 23 ابريل 2019 م | المشاهدات : 2392
مشاركة هذه المادة ×
"الاحتفال بليلة النصف من شعبان، وما ورد فيها "

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد 
فلم أقف على نص واحد صحيح في فضل الاحتفال بعبادة أو صلاة أو صوم ونحوه في ليلة أو نهار النصف من شعبان، وإن كان قد ورد عن بعض السلف القيام في ليلته بصلاة ونحوه، لكن ليس على وجه الاجتماع، كما نبه على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، ولا دليل على ذلك، فالعبادات في تلك الليلة خاصةً، عامَّةُ ما ورد فيها ضعيفٌ، أو موضوعٌ مكذوبٌ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، ولو كانت إقامة تلك الليلة بعبادة من الدِّين، ومما يحبُّه الله تعالى لما تركه النبيُّ صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه الكرام رضي الله عنهم. 
إنما الوارد في النصف من شعبان إنما هو في الترغيب في نبذ الشحناء بين المسلمين، وبيان خطر الشرك، وأن الله تعالى يغفر في هذه الليلة لكلِّ عِبادِهِ إلا لمشرِكٍ أو مشاحِنٍ، فقد أخرج ابن ماجه وغيره بسند حسن عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يَطَّلِعُ اللَّهُ إِلَى خَلْقِهِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ) وهذا الحديث ليس فيه الدعوة إلى العبادة ولا العمل ولا الصوم أو الصلاة أو الدعاء خاصة أو الذكر، ولا غيره من وجوه العبادات، إنما فيه الدعوة إلى التوبة من الشرك، والرجوع إلى التوحيد، ونبذ الشحناء والعداوة والبغضاء بين الناس، بغير حق، ففيه الدعوةُ إلى تصفيةِ القلب من أي شحناء لأي أحد، وحمل النفس على الصفاء تجاه جميع الناس، وعلى العفو والمسامحة، كما ورد هذا التحذير نفسه في غير النصف من شعبان، فعند مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا، إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: أَنْظِروا هذين حتى يصطلحا، أَنظِروا هذين حتى يصطلحا). 
وعليه فالشريعة الإسلامية تحذر من هذين الأمرين في أيامٍ من السَّنة: الاثنين والخميس والنصف من شعبان، وليس في نصف شعبان خاصة، وتذكر بخطرهما؛ حتى يحرص المسلم على التخلص منهما. 
فهذا غاية وأصح ما ورد في ليلة النصف من شعبان، وعليه فلا يجوز صوم يوم الخامس عشر من شعبان باعتقادِ فضلٍ خاصٍّ فيه، إنما يصام مع البِيضِ، أو مع الاثنين والخميس، أو مع صوم أكثر أيام شهر شعبان، كما وردت بذلك السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان صلى الله عليه وسلم يصومه إلا قليلا. 
كما لا يجوز قيام ليلتها أو يومها خاصةً، بصلاة أو تلاوة أو ذكر أو دعاء ونحوه، إنما يفعل العبد ما يفعله في سائر أيام وليالي السنة، مع صيام أيامه. 
والله الموفق 
كتبه: د.محمد بن موسى الدالي 
في 17/8/1440هـ
 

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف