خزانة الفتاوى / الصلاة / موضع القَدَمَينِ في الصلاة

موضع القَدَمَينِ في الصلاة

تاريخ النشر : 14 شوال 1443 هـ - الموافق 16 مايو 2022 م | المشاهدات : 501
مشاركة هذه المادة ×
"موضع القَدَمَينِ في الصلاة"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط
 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
 فإن الكلام على موضع القدمين في الصلاة، إنما هو حال القيام والركوع، وموضعهما في السجود،
أما القيام والركوع، فلم يرد في ذلك شيء واضح من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، غير أن أهل العلم استحبوا أن يوسع بين القدمين، ويراوح بينهما، فلا يلصق ويجمع بينهما، لكن يوسع قدرا يسيرا، وقد يقال: إنه بما لا يزيد على عرض المنكبين، حتى يتناسب وهيئةَ الصلاة.
وقد ورد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه بسند ضعيف أنه رأى رجلاً يصلي قد صفَّ بين قدميه -أي: وصل بينهما-، فقال: "أخطأ السنة، ولو راوح بينهما كان أحب إليَّ".
وعليه فلصق القدمين، على صورة سبعة ونحوه، مخالِفُ للسُّنة، لكن التوسيع بينهما بالقدر اليسير، والذي يحصل به أيضا المراوحة بين القدمين، فيعتمد على تلك مرةً، وعلى الأخرى مرةً؛ فيريح كلا منهما، ولو استقبل القبلة بهما لم يكن بعيدا؛ إذ السنة أن يستقبل بهما القبلة في السجود على عسره؛ فهنا أولى.
ويجدر التنبيه هنا على ما يفعله البعض، من فتح القدمين، والمبالغة في ذلك حتى يكون على صورة ثمانية، فهذا من أقبح ما نرى في المساجد، لما يترتب عليه من بعد كبير بين المناكب في الصف.
أما السنة في القدمين عند السجود، فإنه يضع قدميه على الأرض، يسجد عليهما، ويوجه أصابعه إلى القبلة، كما جاء في الحديث الصحيح: "استقبل بأصابع رجليه القبلة".
وأما الضَّمُّ بينهما، أو التفرقةُ بينهما، فمذهبان لأهل العلم:
فمن قال: يضمُّهما، فعملا بحديث عائشة رضي الله عنها، حين فقدت النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم، فوقعت يدُها على بطن قدميه، وهما منصوبتان، وهو ساجد.
ومعلوم أن اليد الواحدة لا تقع على القدمين إلا حال التضامِّ والتراص.
كما جاء عنها رضي الله عنها بسند صحيح أنَّ الرسول صلّى الله عليه وسلّم كان رَاصًّا عقبيه. أي: ضاممهما، وهذا في السجود..
ومن قال: يفرق بينهما؛ فقال ذلك بناء على المجافاة المسنونة بين الفخذين في السجود، فيفرِّق بين فخذيه، وبين قدميه، ولعل الأقرب هو الأول، وهو ظاهر السُّنة أو صريحها.
ولو قيل يعمل بهذا تارة، وبهذا تارة لم يكن بعيدا، وهو اختيار الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى.
أما موضعهما في التشهدين، فهو في مبحث آخر في هيئة التشهدين، بإذن الله تعالى.
والله الموفق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 12/10/1443هـ
 

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف