المواد / فتاوى منوعة / ما حكم الحب في غير الله ؟! و ماهو عقابه ؟

ما حكم الحب في غير الله ؟! و ماهو عقابه ؟

تاريخ النشر : 14 ربيع آخر 1446 هـ - الموافق م | المشاهدات : 1637
مشاركة هذه المادة ×
"ما حكم الحب في غير الله ؟! و ماهو عقابه ؟"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

افيدوني جزاكم الله خيراً

ما حكم الحب في غير الله ؟! و ماهو عقابه ؟

الحمد لله رب العالمين

 الحب في الله أوثق عرى الإيمان، كما جاء هذا في الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يعطي الشخص إلا لله، ولا يمسك ويمنع إلا لله، فإن استطاع العبد أن يجعل حبه كله لله كان في أعلى المراتب، أما الحب في غير الله، فهذا أمر يقع، وعلى العبد أن يفرغ قلبه من غير الله، بل يجعل اللهَ غايته الكبرى، ومنتهى حبه ومراده، فلا يحب أحدا إلا لله، ولا يبغض أحدا إلا لله، فيعطي ويمنع لله، ولا ينبغي أن يكون الحب إلا لله وفي الله. ومن صرف شيئاً من حبه في غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه، فإن حبه سوف يكون وبالا عليه، وسوف يجني ثماره الفاسدة، والتي منها حرمانه من حلاوة الإيمان، ففي الحديث المتفق عليه عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ..» الحديث، فحلاوة الإيمان وهي الطمأنينة في القلب والراحة في النفس وحب القيام بالطاعات، لا يجدها إلا من كان حبه لله وفي الله. وأما من كان حبه كما ذكرنا فإنه سوف يحرم هذه الحلاوة، بل سوف يجد ضدها، سوف يجد في قلبه القلق وعدم الطمأنينة وسوف تشقى نفسه ويكره الطاعات وينفر منها،

فالواجب على المسلم، أن يجاهد نفسه في مجال الحب، وأن يجعل حبه لله عز وجل فيفوز بموعود الله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله وذكر منهم رجلين تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه»، وعن أبي هريرة أيضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أن الله تعالى يقول يوم القيامة أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي».

كما أن الحب في الله يورث محبة الله، ففي صحيحي مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر: أن رجلا زار أخاً له في قرية أخرى فأرصد الله تعالى على مدرجته -أي طريقه- ملكاً فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال أريد أخاً لي في هذه القرية. قال: هل لك عليه من نعمة تربها عليه؟ أي تقوم بها وتسعى في صلاحها. قال: لا غير أني أحببته في الله تعالى. قال: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه، والله الموفق.

 كتبه: د.محمد بن موسى الدالي

في 1435/11/27ه


 

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف