ما حكم كُرْه صحابي من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم؟ وما حكم تقديم أحد من الصحابة رضي الله عنهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فإن حب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من الدين، ومن حفظ الشرع، وهو من أعظم وأجلِّ القربات إلى الله تعالى، فقد كان السلف يعلمون أولادهم حب الصحابة رضي الله عنهم، فيقولون حِبَّ أبا بكر، وحِبَّ عمر رضي الله عنهما، كما لا يجوز كره أي صحابي من الصحابة رضي الله عنهم ، فإن كرههم أو الطعن فيهم أو انتقاصهم طعن في النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وطعن في القرآن، وطعن في حكمة الله تعالى، فلا يجوز لمسلم أن يقع في قلبه كُرْهٌ لأحد اصطفاه الله تعالى لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم، حتى ولو كان الأعرابي الذي بال في طائفة المسجد، فله فضل عظيم، وهو رؤية النبي صلى الله عليه وسلم مع إيمانه به، وهذا هو حد الصحابي، فهذا الأعرابي الذي آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن رآه، لا يجوز بغضه، فكيف بمن كان يكثر الجلوس مع النبي صلى الله عليه وسلم ويكثر الأخذ عنه؟! وكيف بمن هو أقرب الناس إليه صلى الله عليه وسلم كأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وهما خير هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم؟! وكيف بمن يشاركه حياته كأزواجه رضي الله عنهن؟!
أما أن طائفة تقدم أحدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن جاء القرآن ببيان أنه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين والمرسلين، فهذا محض كذب وافتراء على الكتاب والسنة والإجماع، وهو كفر مخرج من الملة،
والله الموفق.
كتبه: د.محمد بن موسى الدالي
في 1435/5/17هـ