خروجُ المرأةِ من بيتِ زوجِها بدونِ إذنهِ عندَ كثرة النزاعِ بينَهما
شخص متزوج من ثلاث سنوات، وتقع مشاكل بينه وبين
زوجته، فما حكم خروجها من البيت بدون إذنه
؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على
نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فإن الشريعة الإسلامية أعطت الزوجَ حقًّا عظيما
على زوجته، وأوجبت عليها طاعته في المعروف، قال تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى
النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ
أَمْوَالِهِم} النساء/34 ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا يحل للمرأة أن تصوم
وزوجها شاهد إلا بإذنه، ولا تأذن في بيته إلا بإذنه ) رواه البخاري.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله
عليه وسلم: " إذا صلَّت المرأةُ خمسها، وصامت شهرها وحصنت فرجها، وأطاعت زوجها
قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شِئتِ " أخرجه ابن حبان، وصححه الألباني
، وعن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لو كنت آمرا أحدًا أن يسجد لغير الله لأمرتُ المرأةَ
أن تسجد لزوجها ، والذي نفسُ محمدٍ بيده لا تؤدي المرأة حقَّ ربها حتى تؤدي حق زوجها
.. الحديث) أخرجه ابن ماجه، وصححه الألباني، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمَّته
في زوجها: " فانظري أين أنت منه؛ فإنما هو جنتُك ونارُك " أخرجه أحمد،
وصححه الألباني.
ومن عظم حق الزوج على زوجته ألا تخرج إلا بإذنه،
قال صلى الله عليه وسلم: ( إذا استأذنكم نساؤُكم بالليل إلى المسجد فأذنوا لهن ) رواه
البخاري ، قال النووي: "استُدل به على أنَّ المرأة لا تخرج من بيت زوجها إلا بإذنه
لتوجه الأمر إلى الأزواج بالإذن".اهـ، وفي الصحيحين قالت عائشة رضي الله عنها للنبي صلى
الله عليه وسلم : "أتأذن لي أن آتي أبويَّ " أخرجه البخاري ومسلم.
قال العراقي :" وقولها : ( أتأذن لي أن آتِيَ
أبويَّ ) فيه أن الزوجة لا تذهب إلى بيت أبويها إلا بإذن زوجها " اهـ.
ويستثنى من ذلك ما إذا خشيت المرأة على نفسها في
حال بقائها في البيت، من انهدامٍ أو حريقٍ أو تضرُّرٍ من زوج ظالم ونحوه، قال ابن حجر الهيتمي في ذلك: " إلا أن يشرف البيتُ على انهدام أو تخاف على
نفسها أو مالها من فاسق أو سارق .. أو تحتاج إلى الخروج لقاضٍ تطلب عنده حقها أو لتعلُّمٍ
أو استفتاء إن لم يغنِها الزوجُ الثقة " اهـ.
فمجرد وجود النزاع - ولو كثر - ليس مبرِّرًا في
خروج المرأة من بيت زوجها إلا بإذنه.
والله الموفق
كتبه: د.محمد بن موسى الدالي
في 19/9/1435هـ