أود ان أسأل ...هل يجوز أن نترحم على غير المسلم ( مسيحي ) ..يعني إذا توفي شخص مسيحي هل يجوز أن نقول الله يرحمه ، حيث أنه من أهل الكتاب ؟؟؟ وإذا كانت الإجابة بلا فما السبب ؟

الحمد لله رب العالمين

لا يجوز الدعاء بالرحمة على كافر مطلقا، وكونه من أهل الكتاب، لا يعني أنه على الحق، فهو على شريعة منسوخة، وهو مكذب للقرآن، وللنبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال تعالى في كتابه العزيز:  {وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ }التوبة84، وإنما شرع الله الدعاء بالرحمة لمن آمن به، وصدق برسله صلى الله عليهم وسلم، وعلى رأسهم سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، القائل في سنته: (وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ) وهؤلاء النصارى لا يؤمنون بالنبي صلى الله عليه وسلم فحسب، بل يسبونه ويشتمونه، ويصفونه بأسوأ الأوصاف، مع كونهم يدَّعون لله زوجة وولدا، فأي رحمة يُدعى لهم بها؟!! وعلى المسلم أن يكون فطنا، فلا يغتر بهؤلاء الغوغاء الذين يزينون العلاقة مع غير المسلم، وأنه لا يضر كفره، فما كان متعلقا بالعقائد فموقف المسلم منهم واضح جلي ، لا تساهل فيه ، أما ما سوى ذلك، من أمور حياتية معاشية، فلا بأس بالإحسان إليهم، فقد كان صلى الله عليه وسلم أعظم الناس إحسانا لهم في هذا الجانب، وأشد الناس لهم فيما يتعلق بجانب التوحيد والعبادة، والله الموفق.

كتبه: د.محمد بن موسى الدالي

في 7/3/1429هـ