ما حكم جلوس النساء في الطرقات أو أمام المحلات التجارية بقصد الترويح
عن النفس
و جزاكم الله خيرا
الحمد
لله رب العالمين.
المراة
يجب عليها التحشم، والاستتار، وعدم الخروج إلا لحاجة، وهي ملتزمة بحجابها الشرعي،
غير متعطرة، وعند حديثها بالرجال لا تخضع وتلين بالقول، وقد نهى الشارع الرجال عن
الجلوس في الطرقات إلا بحقها، وقد نهيت المرأة عن مخالطة الرجل في الطريق،
وازدحامها معه، فعن أَبِي أُسَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ وَهُوَ خَارِجٌ مِنْ
الْمَسْجِدِ فَاخْتَلَطَ الرِّجَالُ مَعَ النِّسَاءِ فِي الطَّرِيقِ فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلنِّسَاءِ: (اسْتَأْخِرْنَ
فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكُنَّ أَنْ تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ عَلَيْكُنَّ بِحَافَّاتِ
الطَّرِيقِ فَكَانَتْ الْمَرْأَةُ تَلْتَصِقُ بِالْجِدَارِ حَتَّى إِنَّ ثَوْبَهَا
لَيَتَعَلَّقُ بِالْجِدَارِ مِنْ لُصُوقِهَا بِهِ).
كما
نهي الرجال عن ذلك، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ بِالطُّرُقَاتِ
فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَنَا مِنْ مَجَالِسِنَا بُدٌّ نَتَحَدَّثُ
فِيهَا فَقَالَ إِذْ أَبَيْتُمْ إِلَّا الْمَجْلِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ
قَالُوا وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ غَضُّ الْبَصَرِ
وَكَفُّ الْأَذَى وَرَدُّ السَّلَامِ وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنْ
الْمُنْكَرِ، وإذا كان هذا في حق الرجال، فكيف بالنساء، فالذي نراه أن هذا أمر لا
يجوز، وهو مخالف لما يجب أن تكون عليه المرأة المسلمة من التستر والبعد عن مواضع
الريب، والله الموفق.
كتبه:
د.محمد بن موسى الدالي
في
7/3/1429هـ