خزانة الفتاوى / الصلاة / صلاة ركعتين بعد العصر

صلاة ركعتين بعد العصر

تاريخ النشر : 23 جمادى أول 1441 هـ - الموافق 19 يناير 2020 م | المشاهدات : 1926
مشاركة هذه المادة ×
"صلاة ركعتين بعد العصر"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد 
فإنه قد ثبت في السنة الصحيحة عن أم سلمة رضي الله عنها قال: يا رسول الله إني أسمعك تنهى عن هاتين الركعتين -تعني بعد العصر- وأراك تصليهما؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا بنت أبي أمية سألتِ عن الركعتين بعد العصر! إنه أتاني ناس من عبد القيس بالإسلام من قومهم، فشغلوني عن الركعتين اللتين بعد الظهر، فهما هاتان. متفق عليه.
وأخرج مسلم أن عائشة رضي الله عنها سئلت عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بعد العصر؟ فقالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصليهما قبل العصر، ثم إنه شغل عنهما أو نسيهما فصلاهما بعد العصر ثم أثْبَتَهما، وكان إذا صلى صلاة أثْبَتَها.  تعني: داوم عليها.
ويدل على مداومته عليهما الآتي: 
حديث عَائِشَة رضي الله عنها في الصحيحين قالت: (مَا تَرَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّجْدَتَيْنِ بَعْدَ العَصْرِ عِنْدِي قَطُّ)، وفي رواية لهما: (صَلَاتَانِ مَا تَرَكَهُمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِي قَطُّ، سِرًّا وَلَا عَلَانِيَةً: رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ) .  
كما ثبت عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي بعد العصر وينهى عنها، ويواصل وينهى عن الوصال. 
ولتوضيح ذلك، يقال: إن أصل قضاء ما فات العبد بعد العصر أو غيره من أوقات النهي مشروع، بدلالة فعله صلى الله عليه وسلم، سواء كان بعد العصر أم بعد الفجر، أو عند قيام قائم الظهيرة، فيصلي ما فاته من راتبة ونحوه في هذا الوقت.
وإنما المنهي عنه هو المداومة عليها، فهذا خاص برسول الله صلى الله عليه وسلم، كما ورد في الأحاديث السابقة، فيكون النهي موجَّها إلى المداومة عليهما، ويبقى القضاء جائزا بدلالة فعله صلى الله وسلم، وجريا على القاعدة المطردة الصحيحة، من جواز صلاة ذوات الأسباب مطلقا في أوقات النهي، وهو ما دلت عليه السنة الصحيحة.
والخلاصة: أن أصل القضاء مشروع، والمداومة على الركعتين بعد العصر منهي عنه، وهو خاص برسول الله صلى الله عليه وسلم. 
تنبيه: لشدة حرص الصحابة رضي الله عنهم على حفظ الشريعة، قال ابن عباس: وكنت أَضرِب مع عمر بن الخطاب الناسَ عليها -يعني صلاة الركعتين بعد العصر- فيزجرون الناس عنهما، لثبوت النهي، رضي الله عنهم أجمعين.  
والله الموفق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 21/5/1441هـ
 

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف