خزانة الفتاوى / عقيدة / هل الطواف بالقبور شرك مطلقا؟

هل الطواف بالقبور شرك مطلقا؟

تاريخ النشر : 25 شوال 1446 هـ - الموافق م | المشاهدات : 1896
مشاركة هذه المادة ×
"هل الطواف بالقبور شرك مطلقا؟"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط
 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
فقد سألني بعضهم وقال: نتفق معكم على تحريم الطواف بالقبور؛ لأن الطواف عبادة لا تكون إلا حول الكعبة، لكن هل كل من طاف بقبر يكفر؟
فأجبت: الحمد لله رب العالمين، فقد ذكر أهل العلم أن الطواف بالقبر إن كان بغير طلب ولا دعاء لصاحب القبر فإنه لا يكفر -وأحسنت في ذلك أخي الكريم-، لكنه في الوقت نفسه حرام؛ لأن الطواف لم يشرع في الإسلام إلا حول الكعبة، وأن من طاف وهو يعتقد في صاحب القبر النفع والضر، فهذا كفر أكبر.
لكن السؤال الأهم هنا: هل يتصور أن أحدا يطوف بالقبر تقرُّبا إلى الله تعالى فقط، فيكون فاعلا للمحرم فحسب، فلا يكفر بذلك!، أو يطوف بالقبر لمجرد النزهة!! أو يطوف لأمر آخر مباح لا نعلمه؟! فالجواب: قطعا لا، لا هذا، ولا هذا، ولا ذاك، واسأل إن شئت كل الطائفين بالقبور!!
فإن انتفت هذه الأمور الثلاثة، مع تحريم بعضها تعيَّن أن يكون الطائف بالقبر إنما يطوف وهو يطلب من صاحب القبر الغوث والإعانة والنفع، ويتوجه إليه بالدعاء، وهو مع ذلك يتقرب إليه بالنَّذر والذَّبح والقرابين، وهذا كله شِركٌ أكبر.
وعليه فكل طواف بالقبور يتعين أن يكون شركا أكبرَ مخرجا من الملة؛ إذ لا أحد يطوف بالقبور تعبدا لله تعالى، فلا يتعبد الله بمعصية، ولا لوجه مباح كنزهة ونحوه، ومن يرى وجها آخر للطواف بالقبر فليبينه؛ أعاذنا الله تعالى من الخذلان المبين.
وأخيرا غاية العجب مِمَنْ رضي وقال بالتحريم: مادمت تقول: إنه محرم، أليس من العجب أن تتقرب إلى الله بمحرم؟!
والله ولي التوفيق.
كتبه: د.محمد بن موسى الدالي
في:1436/7/18هـ
 

مواد جديدة

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف