المواد / فتاوى منوعة / حكم الخلافات الزوجية وكيفية التعامل معها

حكم الخلافات الزوجية وكيفية التعامل معها

تاريخ النشر : 21 جمادى أول 1446 هـ - الموافق م | المشاهدات : 877
مشاركة هذه المادة ×
"حكم الخلافات الزوجية وكيفية التعامل معها"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط

باعتقادي أن الخلافات الزوجية إذا ما وصلت لمرحلة تبادل الشتائم من الزوجين لبعضهم ولأهليهم ستترك أثر كبير في النفس بل وأعتقد أن هذا الوضع هو نهاية الطريق وأن نسبة نجاح الاستمرار قليلة هكذا يرى عقلي لكن قلبي يقول ربما يمكن الاستمرار خاصة بسبب الأولاد ولأن الطلاق هو أبغض الحلال وهو بغيض عندي رغم أني استعملته مرة في حال غضب شديد ثم رجعت عنه ، ومشكلتي هي في العصبية العالية والصوت العالي من الزوجة رغم أنها مؤمنة ملتزمة ذات خلق ومنبت كريمين لكن انتصارها لذاتها وأهلها يجعلانها صعبة المزاج معي أحياناً ويجعلاني أيضاً عصبيا ومتوتراً في غالب الأحيان والسؤال هل من سبيل إلى إعادة الثقة والتفاهم بيننا ونسيان ونبذ الخلافات السابقة وما هي التضحيات اللازمة لترجيح كفة الاستمرار علماً أنني أعتقد أننا بهذه الطريق والنفسية غير قادرين على تربية أولادنا وهذه كارثة أخرى ، وهل من نصيحة بخصوص العلاقة مع أهل بعضنا بعض وهل سكني ضمن شقة خاصة في عمارة يعيش فيها والدي و بعض إخوتي هو خطأ رغم أنني أحب المكان والسكن والشقة التي بنيتها بشق الأنفس ؟

الحمد لله رب العالمين

 أخي الكريم، البعض يعتقد أنه هو الوحيد الذي يعيش في مشاكل، وأن الناس من حوله ليس لديهم مشاكل زوجية، أو مع الأولاد، أو مع الأقارب، ولذا يشعر بألم وحسرة، وأن حياته مستحيلة، وأنه فشل في تلك الحياة، وهذا من الأوهام، وأحيانا من الشيطان، بل كل أو غالب الناس حولك يعيشون ما تعيشه أنت وأحيانا وزيادة، لذا عليك أولا أن تطمئن وأن تعلم أن هذا شأن الآخرين، ولست الوحيد في ذلك، بل ربما كان البعض مع كل هذه المشاكل، يجد من زوجته عدم التزام وتدين، وهذا أمر عافاك الله منه، والحمد لله.

ثانيا: اعلم أن ما ذكرت من المشاكل الزوجية لا يكاد يسلم منها أحد، سيما في الفترات الأولى من الزواج، لكن على المسلم الفطن الحريص على بيته وأولاده أن يتجاوزها، ويغض الطرف عنها، وقد جاء في كلام العلماء: ( تسعة أعشار العافية في التغافل) وليس المقصود التغافل لدرجة إهدار الكرامة، ولكن مثلا غض الطرف عن بعض التقصير في البيت، وهذا أمر هام جدا.

 ثم محاولة إبداء إكرام الزوج لأهل زوجته، وهذا أمر شرعي، ففي الحديث الصحيح قال صلى الله عليه وسلم : ( أحق ما يكرم عليه المرء ابنته أو أخته) فاحرص أولا على إكرام أبي أو أخي زوجتك، فهي في الغالب تقابل الإحسان بالإحسان، وعلى الزوج أن يسعد بوجود أهل زوجته في بيته، فهذا يسعدها ويؤنسها، وهو حق لها أيضا، فهم من رباها وأنفق عليها، وعلمها، فبديهي أن تحبهم، وتحب من يحبهم.

كما عليك أن تقوِّي الصلة بهم، بكثرة زيارتهم، والاتصال عليهم، ومعايدتهم، ونحو ذلك، ودعْها ترى ذلك، وتأكد أنها ستقابل ذلك بالإحسان إلى أهلك،

أما السباب والشتم فانساه، وهو أمر أحيانا يكون طبيعيا، سيما مع كثرة الغضب، ولكن حاول أن تتحلى بالرفق واللين، فما كان الرفق في شئ إلا زانه، ولا نزع من شئ إلا شانه، وفي الحديث الصحيح: ( إن الله إذا أراد بأهل بيت خيرا أدخل عليهم الرفق).

فاعلم أن الحياة لا تقف عند موقف أو شتيمة أو سبٍّ، فهذا من التسرع في الحكم، بل تجاوز هذه المواقف، واستقبل حياتك، وابحث عن الأسباب الموقعة في هذا لتفاديها مرة ثانية.

وتذكر أن نبيك صلى الله عليه وسلم يقول: ( لا يفرك مؤمن مؤمنة، فإن كره منها خلقا رضي منها آخر) ، والله الموفق.

 كتبه: د.محمد بن موسى الدالي

في 1435/7/2ه

 

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف