السلام عليكم انا كنت عايز استفسر عن حكم من تعددت ردته وهل تقبل توبته؟وهل يكفى بالنطق بالشهادتين للدخول لدائره الاسلام وكيفيه الخلاص من الوساوس الكفريه المدمره

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

فإن الصحيح من أقوال أهل العلم أن من تعددت ردته ثم تاب أنه تقبل توبته، فإن الله تعالى يقول في كتابه العزيز:  {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْراً لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً }النساء137فلم يقبل توبة من ازداد كفرا، أما من تاب فإن الله يغفر الذنوب جميعا، هذا هو الصحيح من قولي أهل العلم: أن توبة من تكررت ردته مقبولة،  وتجري عليه أحكام الإسلام، وهو قول جماهير أهل العلم من الحنفية والشافعية والمشهور عند المالكية، وآخر قولي أحمد بن حنبل .

على أن المسلم مطالب أن يراقب قلبه أولا بأول، وألا يترك لنفسه العنان بالتفكير في المكفرات، والواجب أن يثبت على الدين الحق، دين الإسلام، فقد من الأدلة السمعية والعقلية ما يقطع بسمو هذه الشريعة، وكونها دين الله حقا، بما لا يدع مجالا للشك، وعليك بالقراءة في دلائل النبوة، ومعجزات الكتاب العزيز، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، واحمد الله أنك على الإسلام، فمن على دين سواه في صراعات نفسية عظيمة، ويعلم كثير منهم أنهم على الباطل، وأنهم على دين منسوخ، ولو طالبت أحدا منهم بدليل واحد على صدق دينه، لم يقم لك شيئا، بخلاف المسلم فإنه إذا طولب بالأدلة على صدق الدين الإسلامي لوجد المئات، وهذا بفضل الله ورحمته، أن جعل هذا الدين خاتما ومكملا لما قبله، وتكفي الشهادتان موقنا بهما قلبك، والله الموفق.

كتبه : د.محمد بن موسى الدالي

في 12/5/1432هـ