المواد / فتاوى منوعة / ورود أسئلة اعتراضية على قلب المسلم

ورود أسئلة اعتراضية على قلب المسلم

تاريخ النشر : 29 شوال 1445 هـ - الموافق م | المشاهدات : 901
مشاركة هذه المادة ×
"ورود أسئلة اعتراضية على قلب المسلم"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط

ورود أسئلة اعتراضية على قلب المسلم

نسمع عن رحمة الله الواسعة وهو ارحم الراحمين وارحم بنا من امهاتنا ولكن من ناحية اخرى نسمع عن العذاب الشديد والوعيد الى اخره . لماذا لايكون الله رحيما في عقوبته ايضا ؟ يعني هذا الحديث

- ويل للاعقاب من النار- هل يعذب الله عبده المؤمن الموحد لمجرد قطرة ماء لم تمس قدمه؟؟

هل هذه جريمة بشعة لهذه الدرجة يعاقب عليها ارحم الراحمين

سؤالي للشيخ

هل تعذب ولدك بالنار لمجرد انه اغتسل ولم يمس جزء من بدنه الماء؟

انا اعطيت مثالا واحدا فقط

وهناك من اصناف العذاب ماتقشعر لها الابدان .. لااقصد الكفرة اقصد العاصين

فهناك عذاب في الدنيا امراض فقر مصائب ..الخ

عذا في القبر

عذاب في الحشر

عذاب في الاخرة

لماذا كل هذه الالوان من العذاب من ارحم الراحمين ؟ حيث قرات لاحد الملحدين يقول انا لااؤمن برب يهين عباده ويعذب الانسان لمجرد انه ولد من عائلة غير مسلمة

ولااجد لدى الشيوخ اي اجابات لمثل هذه الاسئلة

سوى ان الله غفور ورحيم ... الخ

واسف على الاطالة بارك الله بكم

الحمد لله رب العالمين.

لا يحسن بالمسلم أن يقحم بنفسه في مثل هذه المنازل، منازل المعترضين على التشريع، بل الواجب على المسلم أن يطمئن للشريعة، ويعلم ويوقن أنها من لدن حكيم خبير، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم خبير.

وسؤالك: لماذا كل هذا العذاب على أمر بسيط؟! ولماذا لا تسأل لم ينتقض الوضوء بخروج الريح؟! ولماذا تبطل صلاة المسلم بزيادة أو نقص ركعة؟! ولماذا يوجب الله كفارة مغلظة عند يجامع الرجل زوجته في نهار رمضان؟!

مثل هذه الأسئلة -أخي الكريم -نوع من الاعتراض على الشرع، وهي لا تبعد كثيرا عن سؤال المعري الجاهل حينما اعترض على قطع اليد في نصف دينار، مع أن ديتها نصف الدية، أي خمسائة دينار؟!

فنوصيك أخي الكريم بالوقوف والمثول في منزلة المخلوق المسلِّم لحكم الله، فإن تبين لك الحكمة فالحمد لله، وإلا فالزم الرضا والقناعة التامة بأن هذا التشريع مِن أعظم ما علمت البشرية، ولم يُعرف على مر التاريخ مثل تشريعات الإسلام، والتي قد أتى بها من لا يقرأ ولا يكتب، صلى الله عليه وسلم، مما يدل على أنها وحي عظيم بالغ.

أما لماذا يعاقب الله على قطرة ماء لم تمس القدم، فإنه في كثير من الأحيان يعاقب المدير في المؤسسة، والأب في البيت على أمور بسيطة في نظر الموظف أو الابن، لكن للتنبيه على أمر أكبر، فيكون في العقوبة على مثل هذه الأمور تنبيه على ما هو أكبر، ولا يلزم أن أعلم العلة، فقطعا هناك علة، قد نعلمها وقد لا نعلمها، ولا يبعد أن يحب الله أن يعظم الناس أمر العبادات فيرتب تلك العقوبات على هذه الأمور البسيطة، ثم قد تنظر أنت إلى قلة قطرة الماء لم تمس القدم، ولا تنظر إلى عِظم الصلاة.

أما التعذيب بالفقر والمرض ونحوه، فنحن من قِصر نظرنا ننظر إلى البلاء، ولا ننظر إلى أثر البلاء، فقد يترتب على ذلك من الخير الكثير مما عند الله، ما لا يكون إلا بهذا الابتلاء، وقد تكون منزلة في الجنة لا ينالها العبد إلا بالابتلاء، ولله أن يبتلي عباده بما يشاء من أجل أن ينظر من يصبر ممن لا يصبر.

وعذاب القبر والحشر ونحوه من أجل أن يحمل العبد على العمل الصالح في الدنيا، لأنك -كما ترى- بالرغم من الإخبار عن هذه الأنواع من العذاب، إلا أن كثيرا من الناس لا يرجع عن فعل المحرمات، فكيف إذا لم يكن هناك عذاب؟! قطعا تكون المصيبة أكبر، والشر والفساد أعم.

وفي الأخير، نوصيك أخي الكريم ألا تسلم عقلك وقلبك لمثل هذه الترهات، واعلم أن ما صح به الخبر، سواء في الكتاب أو السنة، أنه الحق، ولا يعتريه الشك بحال من الأحوال، فإن فهمه العقل فالحمد لله، وإلا فليس لنا أن نعترض أو نتشكك؛ لأن عقل الإنسان مهما يبلغ قاصر للغاية، وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى.

كتبه: د.محمد بن موسى الدالي

في 14/3/1432هـ


 
المادة التالية

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف