تاريخ النشر : 21 شوال 1446 هـ - الموافق م |
المشاهدات : 3645 
ما الراجح والدليل فى رفع اليدين ( للمأموم ) فى أثناء دعاء الخطيب فى خطبة الجمعة ؟
جزاكم الله خيراً
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
فقد ذهب جمع كبير من أهل العلم إلى تبديع رفع اليدين يوم الجمعة، ويتأكد هذا في حق الإمام، وما أكثره من المأمومين، وقد صلى النبي الجمعة بأصحابه عشر سنين في المدينة، فلم ينقل ولا بخبر ضعيف أنهم رفعوا أيديهم أثناء دعائه حال الخطبة، باستثناء رفعه يديه عند طلبه الاستسقاء.
وأول من أحدث رفع اليدين يوم الجمعة على المنبر بنو أمية، ولما رأى الصحابي الجليل عمارةُ بنُ رؤيبة بشرَ بنَ مروان على المنبر رافعا يديه، فقال: "قبح الله هاتين اليدين، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزيد على أن يقول بيده هكذا، وأشار بإصبعه". أخرجه مسلم.
وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: (ما رأيت رسول الله شاهرا يديه قط يدعو على منبر ولا غيره، ما كان يدعو إلا يضع يديه حذو منكبيه ويشير بإصبعه إشارة) أخرجه أحمد وأبو داود والحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
قال البيهقي في سننه (3/2100): "من السنة ألا يرفع يديه في حال الدعاء في الخطبة ويقتصر على أن يشير بأصبعه".
وكان طاوس يكره دعاءهم الذي يدعونه يوم الجمعة وكان لا يرفع يديه.
وفي الأثر عن طاووس أن الإمام رفع يوم الجمعة يديه على المنبر، فرفع الناس أيديهم فقال مسروق: ( قطع الله أيديهم ). أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، وإسناده صحيح.
وعن غضيف بن الحارث الثمالي قال: بعث إِليّ عبد الملك بن مروان فقال: يا أبا أسماء، إنَّا قد جمعنا الناس على أمرين، قال: وما هما؟ قال: رفع الأيدي على المنابر يوم الجمعة، والقصص بعد الصبح والعصر. فقال: أما إنهما أمثل بدعتكم عندي، ولست مجيبك إلى شيء منهما. قال: لم؟ قال: لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما أحدث قومٌ بدعةً إلا رفع مثلها من السنة، فتمسك بسنة خير من إحداث ). أخرجه أحمد في المسند، والأثر إسناده حسن.
وهناك آثار أخرى تدل على أن هذا ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، ولا من هدي أصحابه رضي الله عنهم، وعلى المسلم أن يعوِّد نفسه اتباع ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام، ففي اتباعهم كل الخير.
ويستثنى من ذلك دعاء الاستسقاء، فإن السنة فيه رفع الأيدي على المنبر، يوم الجمعة، وغيره.
والله تعالى ولي التوفيق.
كتبه: د.محمد بن موسى الدالي
في 1435/6/25هـ
