خزانة الفتاوى / الصلاة / أخطاء شائعة في اصطفاف المصلين للصلاة

أخطاء شائعة في اصطفاف المصلين للصلاة

تاريخ النشر : 28 شعبان 1440 هـ - الموافق 04 مايو 2019 م | المشاهدات : 1602
مشاركة هذه المادة ×
"أخطاء شائعة في اصطفاف المصلين للصلاة"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط
أخطاء شائعة في اصطفاف المصلين للصلاة الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد فإنه توجد جملة من الأخطاء التي يمارسها كثير من الناس في صلاة الجماعة في أمر الاصطفاف، يجدر التنبيه عليها، ومنها: - تقصير الإئمة في تسوية الصفوف، فإن من أعظم ما يجب على الإمام قبل الدخول في الصلاة تسوية الصفوف، وكثير من الأئمة يتساهلون في هذا الواجب، ويرون أن الصف يستوي بمفرده، أو يستوي بعد الدخول في الصلاة!! وهذا من أكبر الأخطاء، وذلك أن مسؤولية الإمام في هذا الباب أعظم قطعا من مسؤولية المأموم، وهو دور الإمام ابتداء، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم بهذه المهمة كل صلاة على أكمل وجه، يسوي الصحابة رضي الله عنهم كما يسوي القداح، بل قد ورد الوعيد على ترك الصفوف غير مستوية، حتى قال صلى الله عليه وسلم: (عِبَادَ اللَّهِ ، لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ)؛ ولذلك لما قَدِمَ أنس رضي الله عنه الْمَدِينَةَ قِيلَ لَهُ: مَا أَنْكَرْتَ مِنَّا مُنْذُ يَوْمِ عَهِدْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: (مَا أَنْكَرْتُ شَيْئًا إِلا أَنَّكُمْ لا تُقِيمُونَ الصُّفُوفَ) أخرجه البخاري. - وقوف المصفوفين بحيث لا تلتصق أكتافهم، إنما يكتفون بالتصاق الأقدام، وهذا أفضى إلى صورة مشتهرة ليست من السُّنة في شيء، وهو توسيع الأقدام بحيث تكون على شكل "ثمانية" ليلصقها بقدمي مَن إلى جواره، عن اليمين أو اليسار، بينما بين الأكتاف من أعلى مسافات كبيرة، والسنة في ذلك لزق الكتف بالكتف، ويأتي تبعا أن الكعب في الكعب، فهو نتيجة طبيعية لإلصاق الكتف بالكتف، ويحصل بذلك تمام سد الفرجات، ففي الصحيح عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ فَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي) قال أنس رضي الله عنه: "وَكَانَ أَحَدُنَا يُلْزِقُ مَنْكِبَهُ بِمَنْكِبِ صَاحِبِهِ، وَقَدَمَهُ بِقَدَمِهِ". - حينما يكون الصف مكونًا من شخصين فقط، فإنه يتقدم الإمام على الآخر، باعتبار أن هذا هو الأصل!! وليس كذلك، فالأصل المصافة والتساوي، فيقفان متساويين تماما. - ابتداء إنشاء الصف الجديد من اليمين أو اليسار، والسُّنة في ذلك البدء من خلف الإمام مباشرة، فالسنة مواسطة الإمام. - اعتقاد أن يمين الصف هو الأفضل مطلقا، والصواب في ذلك أن الأقرب إلى الإمام هو الأفضل مطلقا، بدءا من اليمين، فإن كان يمين الصف ثلاثة، وشماله خمسة، فالأفضل الوقوف في اليمين، وإن كان يمين الصف خمسة، والشمال ثلاثة، فالأفضل الوقوف شمال الصف، وإن تساويا فالأفضل اليمين، لقربه من الإمام، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لِيَلِنِي منكم أولُو الأحْلامِ والنُّهَى)، أي: يقترب مني. ويدل لكون الأصل مواسطة الإمام فعل النبي صلى لله عليه وسلم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أقام جابرا وجبارا رضي الله عنهما خلفه في الصلاة، ولم يجعلهما كليهما عن يمينه، وفي قصة عتبان رضي الله عنه قال: (وَصَفَفْنَا خَلْفَهُ)، وفي قصة أنس رضي الله عنه قال: ( (وَصَفَفْتُ وَالْيَتِيمَ وَرَاءَهُ) وقد ورد في الأثر: (واسطوا الإمام وسدوا الخلل) وفي إسناده مقال، فهذه الآثار ظواهرها دال على أنهم خلف الإمام، وهو وسطهم، وليسوا عن يمينه أو عن يساره. - التباعد في بعض الأحيان بين الصفوف، وهذا لا يحقق المقصود من صلاة الجماعة، فالجماعة من الاجتماع، ومع هذا التفرق الكبير بين الصفوف لا يحصل المقصود، وكذا بين الإمام والصف الأول. - اعتقاد أن الصغير المميز يقطع الصف، فإما أن يجعلوه آقصى الصف أو خلفه مع الصغار، وهذا محض خطأ، ولا دليل عليه، بل الدليل على خلافه، فقد صلى عمرو بن سلمة الجرمي بالصحابة رضي الله عنهم، وهو ابن سبع، وكان أحفظَهم لكتاب الله تعالى، فإن صحَّت إمامتُه للرجال وقيادتُه لهم في أعظم شعيرة في الإسلام، فكونه واقفا بينهم في الصف من باب أولى، على ما في هذا التصرف من تعدٍّ، فإن الصغير لو سبق إلى الصف، فقد ناله بسعيه، وفي الحديث: (من سبق إلى ما لم يسبق إليه غيره فهو أولى به) فإن رُدَّ عن هذا المكان، فهذا تعدٍّ عليه، وظلم له، ومع أنه بالتجربة لو جمع الصغار في صف أخير، فإنه يثيرون في المساجد فوضة، بخلاف ما لو وقفوا بين الرجال، فلا يلعبون، ويتعلمون من أخلاق الرجال، كما أنهم يتعلقون بالمسجد أكثر، لشعورهم أنهم رجال، ويتصافون مع الرجال فقط في المسجد. - لا تبطل صلاة من صلى يسار الإمام منفردا، وكذا من صلى خلفه منفردا، فهذا -وإن كان خطأ- فقد يقع في بعض الأحيان، إلا إنه لا تبطل الصلاة على الراجح من أقوال أهل العلم، فقد وقف ابن عباس رضي الله عنهما يسار النبي صلى الله عليه وسلم، فجعله عن يمينه، ولم يأمره بإعادة الصلاة، وقال: "زادك الله حرصا، ولا تعد"، لمن تأخر في الصلاة، ودخل راكعا، ولم يأمره بإعادة الصلاة، مع أنه أدرك جزءا منفردا خلف الصف. والله ولي التوفيق كتبه: د.محمد بن موسى الدالي في 29/8/1440هـ
 

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف