الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد.
فإنه من الظواهر المنتشرة إطالة بعض الأئمة السجدةَ الأخيرةَ في الصلاة، وهذا مخالف للسنة الجلية في هذا الباب، ففي الصحيحين من حديث الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه، قَالَ: رَمَقْتُ الصَّلاةَ مَعَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، فَوَجَدْتُ قِيَامَهُ، فَرَكْعَتَهُ، فَاعْتِدَالَهُ بَعْدَ رُكُوعِهِ، فَسَجْدَتَهُ، فَجَلْسَتَهُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ، فَسَجْدَتَهُ، فَجَلْسَتَهُ مَا بَيْنَ التَّسْلِيمِ وَالانْصِرَافِ، قَرِيبًا مِنَ السَّوَاءِ.
وللبخاري: "ما خَلا القيامَ والقعودَ".
فهذا الحديث صريح في أن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم متقاربة، لا يتعمد إطالة ركن عن ركن، باستثناء القيام؛ لأنه موضع القراءة، وقد تطول، والتشهد الأخير، وهو موضع للدعاء؛ لذلك كان يطيل فيه أحيانا صلى الله عليه وسلم عن غيره، وما سوى ذلك فالأصل التساوي.
فتلك السنة في هذا الباب، وعلى المسلمين التزامها، سيما في شعيرة هي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين.
وليَعلم مَنْ تعمَّد ذلك في كل صلاة أن فعله بدعة.
ومن جنس ذلك أيضا: إطالة التكبيرة الأخيرة من تكبيرات الانتقال، عند رفعه من السجود الأخير، وهو أيضا مخالف للسنة، والمداومة عليه من البدع.
والله الموفق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 15/11/1440هـ