خزانة الفتاوى / منوع / الاستغفار بنية الشفاء أو الصدقة بنية الشفاء ونحوه، من الأمور المنتشرة بين الناس

الاستغفار بنية الشفاء أو الصدقة بنية الشفاء ونحوه، من الأمور المنتشرة بين الناس

تاريخ النشر : 6 ذو الحجة 1440 هـ - الموافق 08 اغسطس 2019 م | المشاهدات : 7799
مشاركة هذه المادة ×
"الاستغفار بنية الشفاء أو الصدقة بنية الشفاء ونحوه، من الأمور المنتشرة بين الناس "

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
فإنه كثيرا ما أرى منشورات بهذا الصدد: استغفروا بنية نزع السرطان من جسد كل مسلم، تصدقوا بنية الشفاء من كذا، فأقول وبالله التوفيق: 
على العبد أن يعمل العمل صادقا فيه مخلصا لله تعالى، وأما أثره فهو لا يتفقر إلى نية العبد أصلا، بل هو أمر موكول إلى الله تعالى، فيوجِدُ سبحانه الأثرَ بوجود أسبابه، وبانتفاء موانعه، فمن تصدق، وكان من أثر الصدقة الشفاءُ، كما ثبت ذلك بالسنة، فحينئذ يتصدق العبد مخلصا لله تعالى في هذا الفعل، أما أثره، وهو الشفاء مثلا، فهو بيد الله تعالى، لا يفتقر إلى نية العبد في شيء، فإن الله تعالى يرتب أثر العمل، نواه العبد أم لم ينوه، وتكون نية العبد -كما هو مشهور الآن- عبثا، وعدم فقه.
ومنه أيضا: صلة الرحم، ففي السنة الصحيحة أن من وصل رحمه، بسط له في رزقه ونُسىء له في عمره، وشرطه أن يكون خالصا لله تعالى، فحينئذ من وصل رحمه بإخلاص، وانتفت الموانع، رتَّب اللهُ هذا الأثر على هذا العمل، سواء نواه العبد أم لم ينوه، ولذلك يحصل هذا الأثر لمن كان يجهله أصلا، كمن وصل رحمه، وهو لا يعلم هذا الأجر الكبير، مما يدلك على أن نيته لا أثر لها.
ومن ذلك: الاستغفار، فقد جاء في الكتاب العزيز أنه سبب لسعة الرزق والمطر والولد، فمن استغفر مخلصا لله تعالى كانت هذه الآثار، ولا يقال: استغفروا بنية نزول المطر! أو بنية سعة الرزق! فهذا عبث؛ لأنه ليس مفتقرا لنية العبد أصلا، بل شرطه الإخلاص، وانتفاء الموانع، من أكل مال بالباطل ونحوه.
وأما من استدل بقوله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات)  فنعم الأعمال، وليس أثرها، فعمل العبد منه، فينويه، أما الشفاء وبسط الرزق ونحوه فهو عمل الله تعالى، فكيف ينويه العبد؟! إنما يطلبه العبد من الله تعالى، فيدعو الله تعالى به، أو يتصدق أو يصل رحمه كما في الحديث، فإن نواه كان عبثا.
والله تعالى أن أسأل أن يفقهنا في دينه، إنه على ذلك قدير،
والله ولي التوفيق. 
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي 
في 1 شعبان، لعام 1439هـ
 

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف